أوّل مَن سمّاه زيداً
لا يجازف من يرتئي صدور التسمية منه سبحانه وتعالى وَحياً على لسان الأمين جبرئيل،
أعلَمَ بها النبيّ صلّى الله عليه وآله حينما حدّثه بما يجري على
مهجته وفلذّة كبده ( صليب الكناسة ) من الحوادث الغريبة والغريبة جداً،
بعد ما يقرأ في حديث أبي ذر الغفاري وقد دخل على النبي صلّى الله عليه وآله
فرآه يبكي فرقّ له وسأله عما أبكاه،
فأخبره بأنّ جبرئيل عليه السّلام هبط عليه وأخبره أن
ولده الحسين عليه السّلام يُولَد له ابن يُسمّى علياً
ويُعرف في السماء زين العابدين، ويولد له ابن يسمى زيداً يُقتل شَهيداً.
وفي حديث عليّ عليه السّلام: أخبرني رسول الله صلّى الله عليه وآله
بقتل الحسين عليه السّلام وصلب ابنه زيد بن عليّ عليه السّلام.
قلت له: أترضى يا رسول الله يقتل ولدك ؟ قال: يا علي،
أرضى بحكم اللهِ فيَّ وفي ولدي،
ولي دعوتان: أمّا الاولى فاليوم، والثانية إذا عُرضوا على الله عزّوجلّ
، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: يا عليّ، أَمِّن على دعائي:
اللهمّ أحصِهم عدداً، واقتُلهم بَدداً، وسلِّط بعضَهم على بعض
، وامنَعهم الشرب من حَوضي ومُرافقتي؛ ثمّ قال:
أتاني جبرئيل وأنا أدعو عليهم وأنت تؤمِّن فقال: لقد أُجيبتْ دعوتُكما (6).
وحديث حذيفة بن اليمان: نظر النبيّ إلى زيد بن حارثة فقال:
المظلوم من أهل بيتي سَمِيّ هذا، والمقتول في الله والمصلوب سَميّ هذا.
وأشار إلى زيد بن حارثة؛ ثمّ قال: ادنُ منّي يا زيد، زادك الله حبّاً عندي
، فأنت سَميّ الحبيب من ولدي (7).