قد يستيقظ الإنسان لأداء فريضة الصبح
استيقاظاً ظاهرياً وشكلياً
ويؤديها غير عارف بما قرأ وكيف وأين
وقد يشك فيما بعد أنه أدّاها أو لم يؤدها
بحيث تختلط عليه الأيام والظروف والواقع ل
أنه صلى مع الغفلة والتثاقل
وربما حالة نومه لكن نوم الباطن ويقظة الظاهر
وبالإمكان أن نقول أن ذلك
من آثار النعاس الغالب عليه الذي أفقده معرفة ما يقول،
فأي صلاة هذه
وهو واقف بين يدي الجبّار سبحانه وتعالى؟!
يقول عزّ من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ
وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾6.
وفي تفسيرها قال الباقر عليه السلام: "لا تقم إلى الصلاة متكاسلاً
ولا متناعساً ولا متثاقلاً فإنها من خلل النفاق وإن الله نهى المؤمنين
أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعني من النوم"7.
وفي حديث آخر: سألته عن قول الله
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى..﴾
قال عليه السلام: ".
.. يعني سكر النوم، يقول: وبكم نعاس يمنعكم
أن تعلموا ما تقولون في ركوعكم وسجودكم وتكبيركم،
ليس كما يصف كثير من الناس يزعمون أن المؤمنين يسكرون
من الشراب والمؤمن لا يشرب مسكراً ولا يسكر"8.
فإنه عليه السلام يعترض على تفسير الآية بالمسكر الخمري
لأن الله تعالى ابتدأها مخاطباً المؤمنين.
وفي حديث المعراج:
"يا أحمد! عجبت من ثلاثة عبيد:
عبد دخل في الصلاة وهو يعلم إلى من يرفع يديه
وقدّام من هو، وهو ينعس"9.