بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نجيب بما يلي :
أولاً : إن هذا العالم الذي أشار إليه السائل يقول
: إنه هو لم يستطع أن يصل عقله في هذه المسألة إلى معرفة الفرق .
. فلعل غيره من العلماء قادر على الوصول إلى النتائج المتوخاة
، وتمكن من معرفة الفرق الذي عجز هو عن معرفته . .
ثانياً : إن المجلسي نفسه قد صرح في نفس كلامه هذا
بقوله : « لا بد لنا من الاذعان بعدم كونهم «
عليهم السلام » أنبياء » .
وقال أيضاً : « لعل الفرق بين الأئمة « عليهم السلام »
وغير أولي العزم من الأنبياء : أن الأئمة « عليهم السلام »
نواب لرسول الله « صلى الله عليه وآله » لا يبلغون إلا بالنيابة .
وأما الأنبياء وإن كانوا تابعين لشريعة غيرهم
، لكنهم مبعوثون بالأصالة ، وإن كانت تلك النيابة أشرف من تلك الأصالة . . » .
فاتضح من كلام المجلسي « رحمه الله »
: أن الشيعة يرون فرقاً بين النبوة والإمامة .
ثالثاً : إن إبراهيم « عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام »
قد نال مقام الإمامة بعد نيله مقام النبوة والخلَّة والرسولية
، لأنه نال الإمامة في آخر حياته . .
وهذا يعني : أن للإمامة معنى عظيماً يحتاج إلى دراسة وتأمل ،
وقد يكون هناك أنبياء ليس لهم مقام الإمامة
، وأئمة لم ينالوا مقام النبوة . .
ومقام النبوة الخاتمة هو المقام الأكمل ، والأتم ، والأجل والأفضل
، وللإمامة المرتبطة به ، والوصاية من قبله مقام عظيم وجليل
مستمد من جلال مقام النبوة الخاتمة بالذات ،
فلا معنى لقول السائل : ما أهمية عقيدة ختم النبوة إذا ؟!
رابعاً : إن العصمة ليست من مختصات النبوة الخاتمة ،
بل هي من خصوصيات النبوة والإمامة مطلقاً وفي كل زمان . .
كما أن التبليغ ، والمعارف الخاصة لا تختص بالنبوة الخاتمة
، بل تشمل كل نبوة وإمامة إينما وجدت ، وفي أي زمان كانت . .
فلا معنى لقول السائل : إن العصمة يجب أن تتوقف بوفاة خاتم الأنبياء . .
إذ لماذا تتوقف بوفاته ، إذا كانت ليست من خصائصه
. بل هي عامة لكل نبوة وإمامة ؟!
خامساً : إن ما يجب أن يتوقف بوفاته « صلى الله عليه وآله »
هو التبليغ عن الله وهي النبوة . لأن النبوة
قد ختمت برسول الله « صلى الله عليه وآله » . .
أما المعجزات فإن كانت بمعنى ما يثبت النبوة ،
فهي أيضاً قد توقفت بوفاة الرسول . .
وأما المعجزة لأجل إثبات الإمامة ، من خلال الإستفادة من علم الكتاب ،
كاستفادة آصف بن برخيا منه لإحضار عرش بلقيس
من اليمن إلى بيت المقدس
، فهي لم