في تفسير القمي،
عن سويد بن غفلة
عن أمير المؤمنين عليه السلام
قال: إن
ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا،
و أول يوم من الآخرة مثل له ماله و ولده و عمله،
فيلتفت إلى ماله فيقول: و الله إني كنت عليك لحريصا شحيحا
، فما لي عندك؟
فيقول: خذ مني كفنك،
ثم يلتفت إلى ولده
فيقول: و الله إني كنت لكم لمحبا
، و إني كنت عليكم لحاميا
، فما ذا لي عندكم؟
فيقولون: نؤديك إلى حفرتك و نواريك فيها
، ثم يلتفت إلى عمله
فيقول: و الله إني كنت فيك لزاهدا،
و إنك كنت علي لثقيلا، فما ذا عندك؟
فيقول: أنا قرينك في قبرك،
و يوم حشرك، حتى أعرض أنا و أنت على ربك،
فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا و أحسنهم منظرا
، و أزينهم رياشا،
فيقول: بشر بروح من الله و ريحان و جنة نعيم
، قد قدمت خير مقدم،
فيقول: من أنت؟
فيقول: أنا عملك الصالح أرتحل من الدنيا إلى الجنة،
و إنه ليعرف غاسله، و يناشد حامله أن يعجله
فإذا دخل قبره أتاه ملكان،
و هما فتانا القبر، يحبران أشعارهما، و يحبران الأرض بأنيابهما
، و أصواتهما كالرعد القاصف، و أبصارهما كالبرق الخاطف،
فيقولان له: من ربك، و من نبيك؟ و ما دينك؟
فيقول: الله ربي،
و محمد نبيي، و الإسلام ديني،
فيقولان: ثبتك الله فيما تحب و ترضى،
و هو قول الله: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا الآية،
فيفسحان له في قبره مد بصره، و يفتحان له بابا إلى الجنة و يقولان:
نم قرير العين نوم الشاب الناعم
، و هو قوله: أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا و أحسن مقيلا.
و إذا كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح خلق الله رياشا، و أنتنه ريحا،
فيقول له أبشر بنزل من حميم، و تصلية جحيم، و إنه ليعرف غاسله،
و يناشد حامله أن يحبسه،
فإذا أدخل قبره أتياه ممتحنا القبر،
فألقيا عنه أكفانه ثم قالا له، من ربك؟ و من نبيك؟ و ما دينك؟
فيقول: لا أدري فيقولان له: ما دريت و لا هديت،
فيضربانه بمرزبة ضربة ما خلق الله دابة إلا
و تذعر لها ما خلا الثقلان،
ثم يفتحان له بابا إلى النار،
ثم يقولان له: نم بشر حال
، فيبوء من الضيق مثل ما فيه القنا من الزج،
حتى أن دماغه يخرج من بين ظفره و لحمه،
و يسلط الله عليه حيات الأرض و عقاربها
و هوامها تنهشه حتى يبعثه الله من قبره،
و إنه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر.
و في منتخب البصائر، عن أبي بكر الحضرمي
عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لا يسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضا أو محض الكفر
محضا فقلت له: فسائر الناس؟ فقال: يلهى عنهم.