بسم الله الرحمن الرحيم
بعض العينات التي بينها أهل البيت عليهم السلام (ع)
في مظلومية الإمام الحسين عليه السلام ،
الأول: التركيز على أن أعداء الإمام الحسين عليه السلام هم أعداء الله
تدخل تحت لائحة هذا العنوان مجموعة من نصوص التراث الديني
التي وردت في خصوص مأساة واقعة الطف،
التي كسر أهل البيت عليهم السلام من خلالها الطوق الخرافي الذي بناه
علماء السوء ـ من أتباع السلطة الحاكمة ـ
الذين رفعوا لافتةً عنوانها: (عدم السماح للناس بالحكم على أيّ أحد من المسلمين
بالكفر بمجرد أن يظهر الإسلام وإن جاء بما يوجب الكفر والإلحاد)؛
كل ذلك من أجل منح الحصانة لأزلامهم العتاة
المردة الذين يرتكبون الموبقات والآثام،
فتبلور من ذلك عقيدة الإرجاء، إلا أن النصوص الصادرة عنهم سلام الله عليهم
في هذا الخصوص ـ بداية من الفترة النبوية ونهاية بخطابات الإمام الحجة المنتظر
عجل الله فرجه الشريف ـ
أبطلت هذه الفكرة من خلال الحكم على هذه الفئة الضالة
التي ارتكبت مجزرة كربلاء بهذه الكيفية البشعة،
بل كل مَن اصطف معهم ورضي بفعالهم الشنيعة،
ومن جملة النصوص البارزة لهذا العنوان هي:
1ـ ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات، قال&:
حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد،
عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم،
عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله عليه السلام ،
قال: (كان الحسين عليه السلام مع أُمِّه تحمله،
فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال
: لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك، وأهلك الله المتوازرين عليك،
وحكم الله بيني وبين مَن أعان عليك. فقالت فاطمة: يا أبه
، أيّ شيء تقول؟ قال: يا بنتاه، ذكرت ما يُصيبه بعدي وبعدك من الأذى
والظلم والغدر والبغي
، وهو يومئذ في عُصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل،
وكأني أنظر إلى معسكرهم وإلى موضع رحالهم وتربتهم.
فقالت: يا أبه، وأين هذا الموضع الذي تصف؟ قال: موضع يُقال له
: كربلاء، وهي ذات كرب وبلاء علينا وعلى الأُمة، يخرج عليهم شرار أُمتي،
ولو أن أحدهم شفع له مَن في السماوات والأرضين ما شُفعوا فيهم
، وهم المخلدون في النار. قالت: يا أبه، فيُقتل؟ قال: نعم يا بنتاه،
وما قُتِل قتلته أحد كان قبله، وتبكيه السماوات والأرضون والملائكة والوحش
والحيتان في البحار والجبال، لو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفّس)([11]).