أولاً ـ من القرآن الكريم :
أهل البيت عليهم السلام عنوان مضيء
في حياة الإنسانية وحركة التاريخ والمسيرة الإسلامية ،
أراد الله تعالى لهم أن يكونوا أعلام الهدى وقدوة المتّقين
ومأوى أفئدة المسلمين ، وروّاد الحركة الإصلاحية والتغييرية
في المسيرة الإنسانية ؛ ولهذا أبدى القرآن الكريم عناية فائقة
بذكر دورهم وفضائلهم وسموّ مكانتهم ،
وفيما يلي نستعرّض جملة من آيات القرآن الكريم التي
تطرّقت إلى ذلك لكونها شاملة للإمام الحسن عليه السلام
كواحد من أهل البيت عليهم السلام.
١ ـ آية التطهير :
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
(١) : تظافرت التفاسير والروايات إلى أنّ المقصود
بأهل البيت عليهم السلام هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وهم :
رسول الله صلى الله عليه وآله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين
عليهم السلام. فقد روي عن أمّ سلمة وبطرق عديدة أنّها قالت :
« لمّا نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليّا
وفاطمة وحسناً وحسيناً فجلّل عليهم كساءً خيبرياً ،
فقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
قالت أمّ سلمة : ألست منهم ؟ فقال : أنت إلى خير » (٢).
وهذه الآية الكريمة تدلّ على عصمة أهل البيت
عليهم السلام ومنهم الحسن عليه السلام كما ورد في تفسيرها
عن رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال :
« أنا وأهل بيتي مطهّرون من الذنوب » (٣).
وقال الإمام الحسن عليه السلام في بعض خطبه :
« وأنا من أهل البيت الذي كان جبرائيل ينزل إلينا ، ويصعد من عندنا ،
وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » (٤).
وآية التطهير تؤكّد العناية والرعاية الإلهيّة الخاصّة والاستثنائية
وذلك بإبعادهم عن الزلل والخطأ والإنحراف
وهكذا أصبح أهل البيت عليهم السلام الميزان الثابت الذي
توزن به الأفكار والعواطف والممارسات ،
وتقوّم من خلاله الإشخاص والكيانات والأحداث والمواقف
، فهم المرجع العلمي والسياسي والاجتماعي للناس جميعاً.