بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
من هو المنتصر للمظلوم ؟؟
هذه الآيات الكريمة تبين ان الله عز وجل هو المنتصر للمظلوم
:
1ـ ورد في سورة القمر، قول الله تعالى :
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ
*فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ}([5])،
حكاية عن النبي نوح؛ إذ إنه عليه السلام بعد أن قاسى من
قومه العذاب الروحي،
وبعد أن قرروا أن يرجموه فيما لو بقي على معتقده
ولم يتراجع عن ذلك([6])،
دعا الله عز وجل أن ينتصر له وينصره؛
وقد انتصر له الله تعالى من هؤلاء القوم، وانتقم منهم شرَّ انتقام
، كما بينت ذلك الآيات التي ذكرت في هذا السياق.
2ـ قوله عز وجل في سورة هود، ناعياً ناقة النبي صالح عليه السلام
والمأساة التي مرّ بها هذا النبي، من تمرد قومه
وتجرئ على معجزته التي جاء بها،
فيقول: {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ الله لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ الله
وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ*
فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ*
فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ
مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ*
وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)([7]).
وقد ضمّ الله تعالى في سورة الشمس إلى جانب مظلومية عَقْرِ الناقة
التي جاء بها النبي معجزة ودليلاً على صدق نبوته مظلومية أُخرى،
وهي مظلومية تكذيب النبي والمسّ بكرامته متهمينه بالكذب والافتراء،
كما في قوله تعالى: {فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها}([8])
. والملفت للنظر في هذه الحادثة أن الله عز وجل انتقم منهم شر انتقام؛
إذ أصبحوا في ديارهم جاثمين.
3ـ قوله عز وجل في تصوير المأساة التي مرّ
بها النبي هارون عليه السلام ،
عندما خلَّفه أخوه النبي موسى عليه السلام
مع قومه وذهب إلى ميقات ربه،
وحصل خرق الدستور الإلهي من قِبَل السامري وقومه؛
فقال لأخيه ـ
حين عاتبه على ما جرى ـ: {قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي
وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}([9])،
مستعرضاً في ذلك المأساة والمظلومية التي وقعت عليه
جرَّاء الاعتداء
الذي مارسه هذه الفئة الضالة عن الحق؛ إذ إنهم مضافاً إلى مصادرة جهوده ـ
بصفته نبي تحمَّل المشاق والمصاعب من أجل خلاص بني إسرائيل
ـ وحرف الناس عن المسار الحق استغلوا انفراده عن أخيه
واستضعفوه في تلك الفرصة التي
انتهزها عدو الله السامري وشارفوا على التمكن قتله.